هذه الهمسة ليست لكل امرأة ولا لكل فتاة..هذه همسة خاصة ...همسة لنساء أكرمهن الله تعالى بنعمة منفردة و غالية، نعمة عزيزة و نادرة ...نعمة تفتقر إليها معظم النساء و البنات ...نعمة لا توازيها كنوز الدنيا ولو جمعت ...نعمة قد لا تحس بقدرها وقيمتها إلا من تجرعت مرارة فقدها ...فأنت أنت، نعم أنت يا من نشأت و تربت و ترعرعت في أكناف القرآن وحملته و العلم و أهله ...أنت يا من أكرمك الله بزوج عالم –فاعرفي قدره و لا تؤذيه- أو والد فقيه سمته الهدي النبوي ...أو أخ كل همه و فكره في العلى ...فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، ظاهره التقوى، ليله قيام ونهاره صيام و عرف بالكرم والقرآن ...يا من وجدت أبا أو أخا أو زوجا أو قريبا أو حتى جارا...ذلك هو سمته وحاله، احمدي الله المنّان الذي من عليك...واعلمي أن هذه نعمة تشتاق إليها كثيرات من بنات جنسك تتمنى لو أن لها مثل مالك تفتديه بعينيها وما تملك...و تبكي لفقدان ذلك ...كيف لا و أنت تجدين من يعينك على الطاعة يأمرك و ينهاك و لا تزدادي معه إلاّ علما و تقوى ....يٌشدّ به أزرك ...فيسهل عليك الثبات على أغلى ما لديك...دينك و إسلامك ...فشتّان شتّان بين ما أنت فيه –أدام الله علينا نعمه ورزق كل محروم-و بين من يأمرها زوجها بالتبرج، و والدها بالمعصية... ولا ترى من محارمها إلاّ البعد عن الله تعالى...فهي تصبح في فتن وتمسي فيها و ليس لها إلاّ الله – ونعم المولى ونعم النصير- جل جلاله وعظم شأنه و تقدّست أسماؤه و لا حول و لا قوة إلاّ بالله.
الراّجية عفو ربها ,